من الشقى أن تـحب من لاوصول إليه
ولاتملك في لقياه حيلة
لعل بلاء عنترة جاء من سواد لونه ! تفانى في حب عبلة إبنة عمه
ومع أن فارس مغوار , وقرم شديد العراك حتى صار حامية عبس,ورق الشعر له وخضع حتى أعترف بفضله جميع العرب فأرتضوا شعره يعلق على أستار الكعبة!!
ومع ذلك تحكمه عادات عمه مالك فيأنف من تزويجة , بحجة أن العرب لاتلحق بنسبها ابنـــاء الأمة بها وإن كان من صلبها!
ولايزوجون حرائر..
هل هو قدر عنترة أم ذنب عبلة أم حياة العرب , التي توغلوا في جاهليتهم؟
جاء الإسلام ليمحوا تلك الخصلة , فقال الشرع( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
ثم مالبثت الأمة أن توغلت من جديد في ربقة تعاليم الزواج بالجاهلية , وتركوا تعاليم الإسلام.
نسى الناس أنفسهم وميزتهم وماصنعه الإستعمار في حدودهم وجعلهم شذر مذر..
حتى تعالى العربي المسلم على أخيه وبني جنسه و بل لم يقف الأمر على ذلك حتى صار الناس في البلاد الواحدة يتفاخرون بالنسب على بعضهم فهذا قبيلي وهذا غير ذلك!!
ثم يعير بعضهم بعضا
وصدق رسول الله إذ يقول :من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه , إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادا عريض
وفي بعض الروايات كبير!
وهانحن اليوم شئنا أم ابينا أمـــام فساد عريض , طال حتى جمهور المتدينين
وقلما سلمت منه بلاد من بلادان المسلمين
ودخلنا في عالم التقارب من خلال (الأنترنت) فخلط لنا مزيجــا من قبيل التعارف بين الشعوب يتعدى الحدود ويكسر الحواجز
فخلط وهم عميق ,وبلاء عارم
قلما يسلم منه أحد!
ومع ذلك لايحمل تبعات هذا الحب أو الزواج أن تم إلا الزوجين , فبلاد غير بلاده وزوجه غير موطنه..
إنك تصارع قدرك , وعليك تحمل مسؤلية تبعات فرط صبابتك, فالحب كمـــا قيل أعمى ,!
هذا هو الأمر الذي تعيشه , فإن تهاوت الكواكب في أحضان غيرك , وتبدى القمر بمحياه الجميل إلى غيرك , فلا تلعن قدرك, ولاتسب دهرك , وإنما أرض بما قسم الله لك ..
ذلك قدرك ياصـــــاح,وكم عبدا توسد الحرير , وذونسب مفارشه التراب, وكم جهز عروس لمن تبغضه , وأعطي مال من لم يتمناه , وحرم من المال من كد له وشقي!
عجز الخائب من ظن أن الله خلقه وحيدا وفريدا في همومه,وأعجز منه امرء بركت له الدنيا وبإمكانه أن يستقلها فعجز عنها !
لذا همسة في إذن أختي , التي ظنت أن فارس النت هو المبجل الذي إن أسدل الليل ستره , جاءها يركض في الماسنجر حاملا لها كيلا من الحب, وكيسا من الوهم,,
الفتاة تعيش ألم الأمل الغائب,والفتى يعيش متعة الحنان, فيخلطــا وهما من حب, فلاعجب, وإن كان عذر بشــاربن برد وهو أعمى لما قال:
أذني لبعض الحي عاشقة &&والأذن تعشق قبل العين أحيــانا
فكيف بمن لاتراه إلا خلف الشاشات , لربما ظهرت الدمامة , والقباحــة مايجعلك تفر منها فرارك من الأسد أو المجذوم!